اكتشف باحثون أكثر من دليل على وجود دور للدهون التى قد تتجمع حول القلب فى الإصابة بالتصلب العصيدى.
وأوضحت نتائج جديدة لدراسة متعددة الأجناس على التصلب العصيدى أن الدهون حول القلب ترتبط ببقع الشريان التاجى بشكل أكبر من كتلة الجسم أو محيط الخصر، فعندما تتكون البقع فى الشرايين تتراكم بشكل غير منتظم مسببة سمكا فى جدار الشريان على جانب واحد فقط، فإن معدل الجانب السميك إلى الجانب الرقيق يشار إليه بالبقع المركزية، والتى تمثل دليلا قويا على الإصابة بمرض القلب.
وبينما عالجت دراسات سابقة العلاقة بين الدهون حول القلب والإصابة بالتصلب المتعدد بين الأشخاص المرضى بأمراض الشرايين التاجية الحادة، فإن هذه هى أول دراسة تعمل على إيجاد العلاقة بين الدهون المتجمعة حول القلب وتأثيرها على عبء البقع بالشريان التاجى عند الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض.
وتضمنت عينة البحث 183 شخصا من الرجال والنساء فى عمر الـ 61 لا يعانون من مرض بالأوعية الدموية بالقلب. واستعان الباحثون وفق "العربية .نت" بصور أشعة الرنين المغناطيسى لقياس أقصى وأقل فارق فى سمك جدار الشريان، وهو المقياس الذى يشير إلى المراحل الأولى من التصلب العصيدى، واستعانوا كذلك بالتصوير الطبقى بالكمبيوتر لتحديد مقدار الدهون على القلب.
وصرح مدير علوم الأشعة بالمعهد القومى للصحة وكاتب الدراسة ديفيد بلومك: "لم يظهر المشاركون فى هذه الدراسة أى أعراض للمرض بل بدوا أشخاصاً أصحاء". وأضاف أنه بالرغم من أن هؤلاء الأشخاص لم يكن لديهم ضيق كبير فى الشريان التاجى، إلا أنهم كان لديهم بقع بالشريان التاجى، والتى يمكن الكشف عنها بأشعة الرنين المغناطيسى.
وتابع بلومك قائلا: "هؤلاء الأشخاص كانوا يمثلون مختلف الأجناس التى تشكل الشعب الأمريكى بالرغم من أن غالبيتهم ممن يعانون الوزن الزائد". وتتجمع الدهون خلف القص حول القلب، إلا أننا لا يمكن أن نراها إلا من خلال أشعة الكمبيوتر المقطعية أو الرنين المغناطيسى، ومع بعض الأشخاص يكون تجمع الدهون الزائدة ميزة فى هذه المنطقة، إلا أن الدهون الزائدة حول القلب ترتبط بشكل عام بزيادة الوزن والبدانة.
وأوضحت النتائج أن مقدار الدهون حول القلب ترتبط بشكل أساسى بدرجة البقع المتمركزة فى كل من الرجال والنساء، إلا أنه بعد أخذ العوامل الأخرى فى الاعتبار مثل وزن الشخص ومحيط الخصر وعوامل الخطورة التقليدية ومستويات البروتين الارتجاعى ومحتوى الكالسيوم بالشريان، فإن العلاقة بين الدهون حول القلب، وظهور البقع على جدار الشريان التاجى يبقى أساسياً فى الرجال دون النساء.
وأفادت إحصاءات جمعية القلب الأمريكية أن مرض القلب هو السبب الرئيسى للوفاة فى الولايات المتحدة، ففى عام 2010 أصيب ما يقرب من 785 ألف شخص بأزمة قلبية جديدة، وحوالى 470 ألف شخص بأزمة متكررة، وفى كل دقيقة يموت شخص فى الولايات المتحدة بسبب الأزمات القلبية.
المصدر: موقع اليوم السابع